قصة جنية بلا أجنحة

الجنية يجب أن تمتلك أجنحة فتلك الأجنحة هي مصدر قوتها ، لأن بها كل السحر ولم تكن أدالينا جنية عادية ، فأدالينا لا تمتلك أجنحة لكن ما هو أكثر من ذلك ، أنها كانت أميرة  فهي ابنة ملكة الجنيات الكبرى ، ولأنها كانت صغيرة جدًا مثل زهرة ، كانت الحياة مجرد سلسلة من المشاكل بالنسبة لها ، فلم تكن فقط قادرة على الطيران وأيضًا لم تكن تملك أي قوى سحرية ، حيث أن السحر الخرافي كان يأتي من الجناحين الكريستاليين الرقيقين .

لذلك ومنذ سن مبكرة اعتمدت أدالينا على مساعدة من الآخرين في الكثير من الأشياء ، وكبرت وهي تشكر الناس وتبتسم للجميع حتى أصبحت صديقة لهم ، ولذلك من الطبيعي أن جميع المخلوقات في الغابة كانت سعيدة لمساعدتها ، ولكن عندما وصلت إلى السن الذي يجب أن تصبح  فيه ملكة ، تشككت العديد من الجنيات في أنها يمكن أن تكون ملكة جيدة مع مثل هذه الإعاقة .


وجادلوا في الأمر واحتجوا لدرجة أن أدالينا كان عليها أن توافق على إجراء اختبار  لها ، وكان عليها أن توضح للجميع العجائب التي يمكن أن تقوم بها ، وللأسف أصبحت الجنية الصغيرة حزينة للغاية فماذا يمكن أن تفعل ؟ لم تكن سحرية على الإطلاق ، ولم يكن بمقدورها حتى أن تسافر بعيدًا مع تلك الأرجل الصغيرة .

ولكن بينما جلست أدالينا على حجر بجوار النهر ، وهي تحاول التفكير في شيء قد يفاجئ الجنيات الأخرى ، كانت أخبار الاختبار تنتشر بين حيوانات الغابة الصديقة ، وبعد فترة كانت مئات المخلوقات بجانبها مستعدة لمساعدتها في كل ما تحتاجه ، فقالت لهم أدالينا : شكرًا جزيلًا أيها الأصدقاء الصغار ، إني أشعر بتحسن كبير لأنكم بجانبي .


قالت لهم ذلك مع أحلى ابتسامة ثم أكملت حديثها قائلة : لكنني لا أعرف ما إذا كنتم ستكونون قادرين على مساعدتي ، فأجابوا بالطبع سنقوم بكل ما تريدن ، وسألها السنجاب : أخبرينا ماذا كنني ستفعلين لمفاجأة الجنيات الأخريات ؟ فقالت أدلينا بنبرة حالمة : واو إذا كان بإمكاني هذا فقط .

أود أن ألقي أول شعاع من أشعة الشمس قبل أن يمس الأرض ، وأبقيه في قطرة الندى بحيث يمكن استخدامه ، عندما تكون هناك حاجة إليه كمصباح لجميع الذين يعيشون في الغابة ، أو أود أن أرسم قوس قزح في سماء الليل ، تحت ضوء القمر الباهت بحيث يمكن للمخلوقات الليلية أن ترى جماله ، لكن ليس لدي أي سحر أو أي أجنحة لإبقائه في السماء .

فقالوا لها : حسنًا يجب أن يكون لديك سحرٌ خاصٌ بك ، ابقي في مكان مرتفع ثم انظري ، وعندما كانت أدالينا تخبر أصدقاءها بأطيب أمنياتها ، كانت هناك موجة من السحر قد غطتها ، وكانوا  هناك جميعًا يحلقون في الهواء ويصنعون قوس قزح سحري ، ولا يستولوا على شعاع واحد فقط من أشعة الشمس ، بل مئات الأشعة في قطرات من الماء تملأ السماء بمصابيح رائعة .

وطوال النهار والليل كان يمكن رؤية السناجب والفئران والضفادع والطيور والأسماك ، التي تقفز من خلال السماء وتمتلئ بالضوء والألوان ، في مشاهد لم يسبق له مثيل من قبل والتي ملأت سكان الغابات بالكثير من الفرحة ، لقد أصبحت أدالينا ملكة الجنيات بعد أن حان الوقت لتكون الملكة ، وبعد ذلك بفترة زمنية قليلة أدركت الملكة الشابة أنها كانت الأولى بين الجنيات العظماء .

فهي التي لم يتم العثور على سحرها في جناحيها ، بل في جميع أصدقائها الحقيقيين الذين أحبوها وساعدوها منذ صغرها ، وأدركت بأن السحر الحقيقي هو في مساعدة كل محتاج ومساعدة الجميع أن يعيش بحرية وسعادة ، وهكذا حكمت أدالينا ملكتها بالحب والتعاون ونشرت السعادة في كل الأرجاء .

القصة مترجمة عن :
Adalina, the fairy without wings

قصص ذات صلة