كان هناك ذات يوم نجار عجوز اسمه جيبيتو ، وكان العجوز يعمل في صناعة الدمى الخشبية ولأنه كان وحيدًا ، كان يعتبر تلك الدمى هي عائلته ، وقد قام بتصنيع دمية خشبية وأعتبرها ابنه وأسماها بينوكيو ، وكان جيبيتو يعتنى ببينوكيو ويتمنى من كل قلبه أن يصبح طفلًا حقيقي .
وفي يوم من الأيام ذهب جيبيتو للنوم وترك الدمية بينوكيو في الفراش المخصص لها ، وحين استيقظ في الصباح وجد بينوكيو يتحرك ، كما لو كان طفلًا حقيقيًا فرح جيبيتو كثيرًا لأن الله استجاب دعائه وأخذ يعلم بينوكيو كل شيء ، وقد رأى أن بينوكيو يجب أن يذهب إلى المدرسة ليتعلم مثل باقي الأطفال .
وكان بينوكيو يذهب كل يوم إلى المدرسة مع الأطفال ، وفي يوم من الأيام وجد عربة السيرك تقف في الطريق وكانت تقدم عروض بالدمى الخشبية ، فأعجب بينوكيو بالعرض وصعد على خشبة المسرح ، وأخذ يرقص ويغني فأعجب الناس به كثيرًا وأخذوا يصفقون وتجمع كثير من الناس حوله .
فرح صاحب السيرك وأعطى لبينوكيو خمسة جنيهات ذهبية ، وطلب منه أن يعمل معه لكنه رفض وقرر العودة للمنزل ، وبينما هو عائد إلى المنزل تتبعه قط وثعلب محتالين ، أرادا أن يستوليا على القطع الذهبية التي بحوزته وقاما بربطه في شجرة وسرقا نقوده وهربًا ، ظل بينوكيو يصرخ ويطلب المساعدة فلم يسمعه أحد .
كان هناك جنية طيبة تعيش بين الأشجار فسمعت صراخ بينوكيو فذهبت لتساعده وسألتهما أتى به إلى هناك فأخبرها أن والده مريض وأنه أضطر أن يعمل ليساعده ، وجد بينوكيو أنفه الخشبية تكبر وتتمدد فخاف بينوكيو ونظر إلى الجنية ، فأخبرته أن هذا يحدث له لأنه يكذب وستستمر أنفه تكبر إذا استمر في قول الأكاذيب .
شعر بينوكيو بالخجل واعتذر للجنيه ووعدها ألا يقول غير الحقيقة فأخبرته أنه إذا توقف عن الكذب وأصبح صالحًا فسوف يتحول إلى ولدًا حقيقي ، ترك بينوكيو الجنية وقرر الذهاب إلى البيت وعزم أن يصبح ولدًا صالح حتى يصبح ولدًا حقيقي كما أخبرته الجنية .
بينما هو ذاهب إلى البيت ، وجد ساحر ينادي على الأطفال ويطلب منهم أن يركبوا معه السفينة إلى أرض الألعاب ، فرح بينوكيو وركب السفينة مع الساحر ولم يذهب إلى البيت وبعد أن تحركت السفينة وجد بينوكيو الساحر يقوم بأعمال غريبة وأنه يحول الأطفال إلى حمير حتى يستطيع بيعهم ، خاف بينوكيو بشدة ولما رأه الساحر قفز في البحر سريعًا ، وفي البحر أخذ يسبح ويصارع الأمواج حتى مر حوت كبير فابتلع بينوكيو .
وفي بطن الحوت تفاجأ بينوكيو حيث وجد والده جيبيتو ، في بطن الحوت هو وقاربه ، فعندما خرج بينوكيو ولم يعد للمنزل شعر جيبتو بالحزن والقلق ، وخرج يبحث عنه فلم يجده فأخذ قاربه وأبحر لعله يجد بينوكيو ، وبينما هو في البحر ابتلعه الحوت .
شعر بينوكيو بالندم لأنه هو السبب فيما حدث لوالده ، ولكنه فكر في خطة للخروج من بطن الحوت ، فقد وجد شمعة مع والده فطلب من جيبيتو أن يجدف حتى يصل إلى أنف الحوت ، وأشعل الشمعة وقربها من أنف الحوت ، حتى أدخل الدخان بها فعطس الحوت بقوة وخرجوا من بطنه وجدفوا بقوة حتى ابتعدا عن الحوت .
عاد بينوكيو مع جيبيتو إلى المنزل ووعده أن يصبح ولدًا صالحًا وبالفعل أصبح صالحًا ، وفي يوم جاءته الجنية الطبية وأخبرته أنها كانت تراقبه وأنه يستحق أن يصبح ولدًا حقيقيًا وأشارت إليه بعصاها السحرية فتحول ولدًا حقيقيًا وفرح هو وجيبيتو كثيرًا وشكر الجنية وعاشا معا في سعادة .