رواية من أساطير اسكتلندا قديمًا ، يُروى أن البراوني يشكل في اسكتلندا الجن السمر ، وهو صنفًا مختلفًا في عاداته وميوله عن أصناف الجن الأشرار ، وغريبي الأطوار ذوي الأجساد الهزيلة ، والشعور الشعثاء والمظهر المتوحش .
حياة البراوني :
في وضح النهار يتوارى جن البراوني في حفرة معزولة في البيوت القديمة ، حيث يطيب له السكن ، وفي الليل يثابر ويكد للقيام بالمهمات الشاقة التي يعتقد أنها تفيد الأسرة التي نذر نفسه لخدمتها ، ولكن الراوني لايكدح على أمل الحصول على مكافأة أو تعويض عن جهده ، بل بالعكس تمامًا فهو حساس جدًا ، في حبه لخدمة الأسرة ، وما إن يعرض عليه أي نوع من أنواع المكافآت وخاصة الطعام ، فانه دون أدنى شك يختفي إلى الأبد .
مميزات شخصية البراوني:
إحدى السمات الأساسية التي تميز البراوني ، هي حرصه الشديد على المسلك الأخلاقي لأهل البيت الذي يرتبط به ، ولذلك فإنه يصيغ السمع دائمًا لكي يرصد أي سلوك غريب ، أو غير لائق من قبل الخدم !
سواء أي تقصير يحدث في الإسطبل ، أو أي تقصير يحدث في حظيرة الأبقار ، أو في موضع حفظ اللحوم ، فمن المؤكد أنه سينتقل فورًا إلى سيد المنزل ، الذي تهمه مصلحته فوق كل شيء آخر ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال رشوته للتستر على أي تصرف شائن ، يحدث أمام ناظريه .
علاقة البراوني بأصحاب المنازل :
ولهذا السبب كان القائمون على البيت من الرجال والنساء على السواء ، يتعاملون مع البراوني ، بمزيج من الخوف والكره والاحترام ، وبالرغم من أن البرواني قلما يجد الفرصة للتجسس ، إلا أن هناك اعتقادًا ثابتًا بأنه لا يفوت فرصة للتجسس ، ولهذا تأثير مفيد .
البراوني والخادمتان :
وهناك قصة رويت في بيبل شاير ، كمثال مضحك عن غيرة البرواني وحماستهم كمراقبين لأخلاق العاملين في المنزل ، فتقول الحكاية أن خادمتين كانتا تعملان في الملبنة ، وكانت سيدتهما مقتصرة في إطعامهما ، وفي أحد الأيام دفع الجوع بهما للقيام بسلوك غير لائق ، فقد سرقتا زبدية من الحليب ، ورغيفًا من الخبز ، وجلستا تتناولانه في السر كما اعتقدتا .
نفاذ الطعام والحليب بسرعة غير متوقعة :
جلست الخادمتان على الأرض ، وبينهما مسافة حيث وضعتا الحليب والخبز ، وبدأتا تتناوبان على تناول قطعة من الخبز ورشفة من الحليب ، وكانت كل واحدة تتناول الزبدية وترشف منها ثم تعيدها إلى مكانها لتأخذها الأخرى وهكذا .. وقبل أن تنتهيا من الطعام ، جاء البراوني ، وجلس غير مرئي بينهما ، وكلما وضعت الزبدية على الأرض ، تناولها ورشف منها ولكنه شرب ضعف ما شربته الخادمتان معًا ، فنفذ الحليب ، بسرعة غير متوقعة .
لقد شرب البراوني كل شيء :
وكان دهشة الفتاتين الجائعتين كبيرة جدًا ، عندما أدركتا أن الزبدية فرغت بسرعة كبيرة ، فبدأت كل منهما باتهام الأخرى ، متسائلة عن سبب هذه الأنانية في التصرف غير العادل ، بينما كشف لهما البراوني السر بمرح وخبث إذ هتفت : ها! ها! ها! ها! لقد شرب البراوني كل شيء .